تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : التصعيد والتهدئة والمفاوضات.. السيناريوهات في غزة بعد مقترح ترامب
source icon

سبوت

.

التصعيد والتهدئة والمفاوضات.. السيناريوهات في غزة بعد مقترح ترامب

كتب:د. نسرين مصطفى

منذ الإعلان عن ما عُرف بـ"خطة ترامب" لتسوية الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، والمنطقة تعيش حالة من الجدل والارتباك السياسي والاستراتيجي، خصوصًا فيما يتعلق بمستقبل قطاع غزة. 

فالخطة التي رُوِّج لها باعتبارها "صفقة القرن"، جاءت محمّلة برؤية أمريكية تميل بشكل واضح لصالح الجانب الإسرائيلي، متجاهلة الكثير من الثوابت الفلسطينية والعربية، وقد أثار ذلك موجة من الرفض الشعبي والرسمي، لتتحول غزة - التي لطالما شكّلت بؤرة الصراع ومركز المقاومة - إلى ساحة مفتوحة أمام مجموعة من السيناريوهات المحتملة، تتراوح بين التصعيد العسكري، أو إعادة إنتاج حالة من التهدئة الهشّة، أو حتى الدخول في مسار جديد من المفاوضات تحت ضغط إقليمي ودولي.

يرى الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، أن السيناريو الإيجابي يتمثل في التزام جميع الأطراف بما جاء في خطة ترامب تجاه غزة، سواء من جانب حماس أو إسرائيل، وذلك بتنفيذ التعهدات على الأرض، ويتحقق ذلك عبر إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، ووقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية، وبدء ترتيبات إدارة غزة في إطار دولي، هذا السيناريو يعكس مكسبًا مهمًا للفلسطينيين، ويُعد خطوة على طريق التهدئة وإعادة الاستقرار، شريطة وجود ضمانات قوية من الوسطاء - وعلى رأسهم مصر وقطر والولايات المتحدة - لضمان التنفيذ.

التزام فلسطيني وتلكؤ إسرائيلي
أما السيناريو الأسوأ، فيكمن في أن تلتزم حماس بما يخصها في الخطة، خاصة تسليم الأسرى ووقف إطلاق النار، بينما تتلكأ إسرائيل في تنفيذ التزاماتها، مثل إدخال المساعدات أو الالتزام بوقف شامل لإطلاق النار، أو القبول بترتيبات إدارة غزة، هذا السيناريو قد يؤدي إلى انهيار الاتفاق، ويعيد المنطقة إلى مربع التصعيد، خاصة مع غياب الضمانات الكافية أو رغبة إسرائيل في تحقيق مكاسب داخلية على حساب الفلسطينيين.

التعديلات والمرحلة الانتقالية
السيناريو الثالث يتمثل في قبول الإدارة الأمريكية إدخال تعديلات على المبادرة كما يطالب الجانب الفلسطيني، وعلى رأسها قضية إدارة غزة خلال الفترة الانتقالية، حيث طُرح اسم توني بلير لتولّي إدارة دولية للقطاع، وهو ما قد يثير خلافات جديدة، هذا السيناريو قد يكون إيجابيًا إذا تم الأخذ بالتعديلات بجدية، ويُسهم في تقريب وجهات النظر، خاصة إذا كان هناك حرص أمريكي على إنجاح المبادرة، وهنا أشار د. بدر الدين إلى أن توقيت 7 أكتوبر يمثل عامل ضغط سياسي، إذ تسعى القيادة الإسرائيلية لتحقيق إنجاز أمام الرأي العام الداخلي قبل هذا التاريخ.

ويرى اللواء دكتور محمد الشهاوي، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن قبول حركة "حماس" لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يفتح الباب أمام مجموعة من السيناريوهات، يمكن أن تشكّل ملامح المرحلة المقبلة في قطاع غزة.

خفض التصعيد ووقف إطلاق النار
المرجّح - بحسب د. الشهاوي - ثلاثة سيناريوهات؛ الأول أن يؤدي القبول بخطة ترامب إلى خفض مستوى التصعيد العسكري ووقف عمليات إطلاق النار، بما يضع حدًا لدوامة القتل والتدمير والإبادة التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني. هذا السيناريو يُنظر إليه باعتباره المدخل العملي لتثبيت تهدئة طويلة الأمد في القطاع.

أما السيناريو الثاني، فيتوقع د. الشهاوي أن يكون انسحاب إسرائيل من القطاع أقرب الاحتمالات، بما يفتح المجال لعودة السلطة الفلسطينية لممارسة دورها هناك. وفي هذا السياق، قد يتم تسليم "حماس" لسلاحها تدريجيًا للسلطة الفلسطينية، بما يعني خروجها من المشهد العسكري وتحولها إلى العمل السياسي فقط.

دمج حماس في العملية السياسية
يتضمن السيناريو الثالث دفع "حماس" نحو الاندماج كحزب سياسي ضمن المنظومة الفلسطينية، بعيدًا عن دورها العسكري، هذا التحول - في حال تحقّقه - سيكون بمثابة خطوة محورية لتهيئة الأجواء لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، ويشير د. الشهاوي إلى أن وجود شخصية مثل توني بلير في المشهد يمثل مجرد "مرحلة انتقالية" تهدف إلى إدارة الوضع في غزة لحين انسحاب إسرائيل وتثبيت الاستقرار، بحيث يكون ذلك تمهيدًا لإنشاء نواة حقيقية لدولة فلسطينية.

أما الدكتور أشرف سنجر، خبير السياسات الدولية، فيرى أن خطة ترامب لم تكن الخيار الأفضل للقضية الفلسطينية، لكنها جاءت باعتبارها "الأفضل المتاح" في ظل الظروف الراهنة، خاصة مع الانقسام الفلسطيني الداخلي وتعقيدات المشهد الإقليمي والدولي. وبحسب قراءته، يمكن استشراف عدد من السيناريوهات التي ستحدد مستقبل غزة والقضية الفلسطينية:

توحيد الصف الفلسطيني
يشدد د. سنجر على أن جوهر المرحلة المقبلة هو وحدة البيت الفلسطيني، إذ إن استمرار الانقسام بين غزة ورام الله مكّن إسرائيل من الانفراد بالقرار، لذلك فإن الأولوية تكمن في إجراء انتخابات فلسطينية شاملة تضمن توحيد الموقف تحت العلم الفلسطيني، وهو ما يعزّز قدرة الفلسطينيين على مواجهة سيناريوهات نتنياهو واليمين الإسرائيلي المتطرف.

اندماج حماس في الإطار الوطني
يرى د. سنجر أن حماس باتت أمام لحظة فارقة، فإما أن تبقى مجرد تنظيم عسكري يواجه عزلة دولية بسبب تصنيف واشنطن لها كـ "حركة إرهابية"، أو أن تبحث عن صيغة اندماج سياسي تحت المظلة الفلسطينية الرسمية، ويؤكد أن التحول إلى حزب سياسي أو إطار وطني جامع ليس ضعفًا، بل خطوة رشيدة لحماية الشعب والحفاظ على استمرار المقاومة المشروعة وفق القانون الدولي.

السيناريو الثالث هو التوصل إلى وقف إطلاق النار، باعتباره مكسبًا مهمًا يوقف نزيف الدم الفلسطيني ويخفف معاناة المدنيين، فخروج حماس من المشهد العسكري لا يُعد بالضرورة انكسارًا، بل قد يكون فرصة لإعادة بناء غزة والبحث عن مسار سياسي أكثر واقعية.

سقوط مشروع التهجير
يلفت د. سنجر إلى أن أخطر ما تضمنته الخطة في بداياتها كان مشروع "التهجير"، إلا أن التطورات الأخيرة أنهت هذا الخيار - ولو مؤقتًا - ومع ذلك، يظل المشروع مطروحًا في الأدراج، ما يستدعي يقظة فلسطينية وجهودًا متواصلة لبناء الدولة الفلسطينية على الأرض وتثبيت الاعترافات الدولية التي تحققت مؤخرًا.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية